يتمركز البحث على العلاقة بين النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية للنقل والتدهور البيئي. ويتضمن بيانات كمية مثل خرائط نظم المعلومات الجغرافية (GIS) التي تعرض شبكات النقل في الإمارات الشمالية وكذلك بيانات نوعية مثل المقابلات مع الموظفين الرئيسيين من وزارة الطاقة والبنية التحتية. بالنظر إلى النمو الاقتصادي المتوقع في الإمارات الشمالية بشكل عام وتطور قطاع النقل بشكل خاص، تم اقتراح سياسات وممارسات للحد من التأثير الحتمي على البيئة. الهدف الرئيسي من البحث هو دراسة العلاقة بين النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية للنقل والتدهور البيئي في الإمارات الشمالية للإمارات العربية المتحدة.
يستخدم المؤلفون مزيج من التصاميم البحثية "الممتدة والمتوسعة" و "المكثفة المركزة". تم استخدام أسلوب البحث الممتد والمتوسع لجمع البيانات الكمية الأولية وذلك عن طريق استخدام خرائط نظم المعلومات الجغرافية لتحديد مدى تطور نظام النقل الحالي في الإمارات الشمالية وتقييم مدى ملاءمتها من حيث معالجة القضايا المتعلقة بالنمو الاقتصادي وتأثيراتها على التدهور البيئي. تم استخدام أسلوب البحث المكثف المركز لجمع البيانات النوعية وذلك من خلال إجراء مقابلات متعددة لفهم السياسات التي تم تبنيها من قبل وزارة الطاقة والبنية التحتية والتي تلتزم بالتطوير الشامل للبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة آخذة في الحسبان القضايا المتعلقة بالتدهور البيئي.
تُظهر أهم الاستنتاجات أن النمو الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة والممتد إلى الإمارات الشمالية الأقل نمواً يتضمن تطوراً مؤثراً للبنية التحتية للنقل، إلا أن تطور البنية التحتية للنقل في الإمارات الشمالية كان دون تخطيط شامل حسب الحاجة الوقتية
من حيث قلة التخطيط والتقييم المناسب للتأثيرات على البيئة. لذلك كانت نتائج هذا التطور متفاوتة، حيث حظيت بعض الأماكن بروابط طرق ممتازة الى المستوطنات الأكبر، بينما البعض الآخر ضعيف الاتصال. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في وسائل النقل العام، والذي لا يؤثر فقط على زيادة استخدام وسائل النقل الخاصة ، ولكنه أيضًا لا يوفر خيارات نقل كافية. تعد وسائل النقل العام ضرورية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وخدمة السكان المحليين والسياح وتقليل حركة المرور في مراكز المدن وتوفير إمكانية أكبر للوصول إلى الخدمات والتقليل من تلوث الهواء وتقليل عدد الطرق المطلوبة.
يقدم المؤلفون ثلاث توصيات:
أولاً ، يجب أن تستند القرارات المتعلقة بتطوير النقل على التقييم المناسب لاحتياجات الجمهور. قد تحقق الحلول غير المكلفة، مثل التنقل بالحافلات بدلاً من السكك الحديدية ، نتائج فعالة للغاية من حيث تغطية مساحة أكبر وخدمة المزيد من الأشخاص.
ثانيًا ، توجيه المزيد من الاهتمام الى منطقة الإمارات الشمالية التي لا يتوفر فيها حاليًا نظام فعال للنقل العام، وهذا يتطلب المزيد من الجهود التنسيقية على المستوى الاتحادي ومستوى الحكومات في الإمارة. إحدى الطرق الفعالة للمضي قدمًا هي أن يعمل المخططون المحليون مع السياسيين في تطوير خطة.
ثالثًا ، هناك حاجة لدراسات تحدد تأثير نظام النقل العام الجديد على البيئة. قد يتطلب ذلك تطوير أو مراجعة الإجراءات والممارسات القائمة. يمكن استخدام الكثير من الإطار النظري الموجود في الكتابات الأكاديمية لفهم سيناريوهات مماثلة من جميع أنحاء العالم حيث تقدم أمثلة من مناطق أخرى تواجه تحديات مماثلة.
فيما يتعلق بنتائج التعلم ، سيتعرف المتلقون بما في ذلك الأكاديميين والجمهور ، على العلاقة المهمة بين العوامل مثل النمو الاقتصادي السريع ، وتطوير النقل ونشاطه ، والتدهور البيئي. على الرغم من أن الدراسة تتمركز على الإمارات الشمالية ، وهي منطقة اقتصادية ناشئة في الإمارات العربية المتحدة ، يمكن تطبيق الدروس على مناطق اقتصادية ناشئة أخرى في العالم. تقدم الدراسة نهجًا متوازنًا لمعالجة التدهور البيئي من خلال وضع سياسات وممارسات فعالة تسمح بالتطوير المستمر لقطاع النقل مع تقليل التأثير على البيئة.