الذكاء الجيومكاني باستخدام نظم المعلومات الجغرافية
الذكاء الجيومكاني هو أكثر من مجرد خريطة بها نقاط، بل هو نظام تحليلي متكامل. تتخصص نظم المعلومات الجغرافية في تخزين البيانات الجيومكانية ومعالجتها، والتي تتكون من نقاط وخطوط ومضلعات مرسومة كإحداثيات. ويمكن تحليل كل ميزة مكانية بخصائص وقواعد مختلفة تحكم سلوكها كما تحمل جداول وصفية تفسر تفاصيل البيانات وتتوفر على أدوات مكانية تشغل حسابات معقدة باستخدام الموقع الجغرافي لتحديد العلاقات بين الأنماط المكانية.
لذلك فبدون نظم المعلومات الجغرافية، لا يمكن للمنظمات والحكومات أن تواكب المستجدات في مجال المدن الذكية واستشراف المستقبل بما في ذلك التوأمة الرقمية. حيث أنه حتى وقت قريب، تم إجراء معظم عمليات التحليل الجيومكاني من قبل المتخصصين في نظم المعلومات الجغرافية والعاملين في الحكومات والمؤسسات حيث قاموا بجمع وتخزين مختلف البيانات في قواعد بيانات ممكنة جيومكانية لإنشاء نماذج تحليلية متقدمة إلا أنه حاليا يتم تسليم الرؤى الجيومكانية لجميع المستخدمين عبر التطبيقات التي تدعم نشر البيانات على الفضاء الالكتروني، مما يسمح للمستخدمين بالوصول إلى الخرائط التفاعلية عبر متصفحات الويب.
ولذلك زاد حجم البيانات نوعا وكما نظراً لمزجها بالبيانات الأساسية مما يضيف قيمة للعمليات والقرارات. واعتمادًا على حالة الاستخدام واتفاقيات مستوى الخدمة المطلوبة، ونظراً لاعتماد الأبحاث الحديثة والمقابلات مع الخبراء ونماذج تحليلات التي يتم استخدامها في العالم الحقيقي، تظهر لنا قوة الذكاء الجيومكاني لحل مشكلات اليوم واستشراف واقع المستقبل.
كيف يغير الذكاء الجيومكاني الطريقة التي نحل بها المشاكل في المستقبل؟
يستخدم الذكاء الجيومكاني البيانات الجغرافية لتمكين صناع القرار من أدوات لتحليل الظواهر الحالية واستشراف المستقبل. حيث هناك تطبيقات تُفَعِّلُ إمكانيات الذكاء الجيومكاني بطريقة مبتكرة كتطبيقات اختيار أنسب المواقع للمرافق ومركز الخدمات المجتمعية بالإضافة إلى سيناريوهات لحل الاختناقات المرورية كما يتم استخدام الرؤى المستندة إلى الموقع بطرق عديدة يمكنهم من خلالها ابتكار مجموعة من الحلول أكثر أمانًا وأكثر فاعلية.
كما يساعد الذكاء الجيومكاني على التخطيط للأزمات والطوارئ ومواجهتها بتوفير خطط لإخلاء السكان وتقليل الأضرار على المدن والمواطنين، وتساعد مرونة الذكاء الجيومكاني على تنسيق العمليات بين الكثير من المنظمات
لماذا الآن هو الوقت المناسب للنظر في الذكاء الجيومكاني وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية؟
السبب هو الزياد في استخدام الحكومات والمؤسسات للذكاء الجيومكاني وذلك؛ للحصول على ميزة تنافسية لخلق فرص جديدة، حيث تعتقد 97 ٪ من الحكومات والمؤسسات أن الذكاء الجيومكاني أمر بالغ الأهمية لنجاحهم، ويقول معظمهم أنهم يخططون للاستثمار في تقنيات الذكاء الجيومكاني، واستكشاف إمكانات دمج المعلومات الجيومكانية مع الذكاء الاصطناعي لتصور جميع الاستخدامات والتي ستكشف عن رؤى جديدة وتوفر خريطة مبتكرة للمستقبل.
أين توجد فجوة استخدام الذكاء الجيومكاني في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
تقوم جميع الحكومات والمؤسسات الكبيرة والمتوسطة تقريبًا بجمع البيانات الجغرافية وتخزينها. إلا أن نسبة كبيرة منها تعتبر استخدام الذكاء الجيومكاني ميزة في مهدها مما يجعل تنفيذه صعباً عليها وتحقيق نضجه يمثل تحديا كبيراً لها، أيضاً فأن الطبيعة التخصصية لنظم المعلومات الجغرافية عادةً ما تجعل من الصعب على الآخرين الاستفادة منها وهذا يؤدي إلى فقدان قيمة البيانات الجغرافية ويجعل الوصول إليها صعباً لذلك يجب التغلب على التحدي (الطبيعية التخصصية) المتمثل في العثور على خبراء في مجال نظم المعلومات الجغرافية عن طريق إبراز وتسويق لهذا التخصص لكي نتمكن من الحصول على الخبرات المطلوبة.
أيضًا لابد من إدراك أن امتلاك البيانات الجغرافية لن يكون كافيًا — سيحتاج الأمر إلى تسخيرها بواسطة البرامج المناسبة، وربطها بالبيانات الصحيحة، وإتاحتها للأشخاص المناسبين لتمكين صناع القرار من اختيار الرؤى الصحيحة.