تتزايد استخدامات الخرائط الرقمية والمعلومات الجيومكانية بسرعة في القطاعين العام والخاص بإمارة دبي
وبنفس الوتيرة يتزايد اهتمام الحكومة بتطوير نظم المعلومات الجيومكانية إيماناً بأهمية استخدامات هذه النظم في تحليل البيانات وإنتاج البدائل المتعددة والسيناريوهات المختلفة التي تمكّن متخذي القرار من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح محققين أقصى درجات الفاعلية والجدوى الاقتصادية والمعنوية.
من المتوقع أن يكون لعدد من اتجاهات التطور التقني الحديثة أثراً فعالاً خلال السنوات القليلة القادمة ومن المتوقع أيضا أن يوفر هذا التطور فرصاً كثيرة لتحقيق استراتيجيات الحكومة في بناء المدينة الذكية والتوأم الرقمي لمدينة دبي، ويخلق فرصاً للقطاعين العام والخاص في إدارة الأعمال عن بعد. ليس فقط في أوقات الأزمات وإنما من خلال خطط مستدامة لتوفير الوقت والجهد والقضاء على الازدحام والاختناقات المرورية. وفي المقابل من المتوقع أن تخلق هذه الاتجاهات تحديات يظل التغلّب عليها أمراً ضرورياً لإدراك المنافع المرجوة ولضمان الوصول إلى المدى الأعلى لقيمة المعلومات الجيومكانية خلال السنوات الثلاث القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، نتوقع أن يتأكد أكثر دور مركز نظم المعلومات الجغرافية في إدارة البيانات وتوفير المعلومات الجيومكانية، من خلال التطبيقات الذكية المبنية على الميزات التحليلية التي تتوفر في هذه النظم خلال السنوات الثلاث القادمة ومن خلال أداء دوره الحيوي باستمرار في سد الفجوات بين الدوائر وتنسيق التعاون وتقديم الخدمات والاستشارات في مجالات عدة لمجتمع المعلومات الجيومكاني. ولكن الأهم من ذلك، سيقوم المركز بتوفير أطر المعلومات الجيومكانية الموثوقة والمحدثة، والذي سيكون جوهرياً في ضمان وصول المستخدمين إلى معلومات جغرافية موثوقة تلبي حاجة متخذي القرار للمعلومات.
كما سيجلب انتشار خاصية تحديد الموقع في الكثير من الأجهزة المستخدمة في الحياة اليومية وأجهزة الحساسات لجمع البيانات ونظم معالجة وتخزين البيانات الجيومكانية تحديات أكثر. بالإضافة الى أن تزايد استخدام المعلومات الجيومكانية بشكل يومي في الحياة سيستدعي إلى إنشاء قوانين تعدل من خصائص الاستخدام للبيانات وتسهم في حماية المصالح. سيعمل المركز بالتنسيق والتعاون مع الشركاء على تحديث وتطوير سياسات وقوانين ومعايير تبادل البيانات الجيومكانية لتناسب المستجدات خلال السنوات القادمة. هذا بالإضافة الى أن النمو في حجم البيانات التي يتم تجميعها والمتوفرة من خلال استخدامات الدوائر والهيئات والأفراد للأجهزة المدعمة مكانياً، التي سيستمر انتشارها لدرجة تجعل تحديد المكان من المواصفات الضرورية في معظم الأجهزة والمعدات، يتطلب من المركز تطوير امكانيات إيجاد المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب وفي نفس الوقت توفير التطبيقات والحلول المتقدمة التي تمكن من عرض المعلومات الجيومكانية بشكل أفضل.
سيصبح من المهم بناء وتطوير أنظمة ضخمة، لمعالجة البيانات المنظمة أو المطلوبة حديثا ولم يتم تضمينها في قواعد البيانات الجيومكانية، يُعتمد عليها في إدارة وتحليل المعلومات الجيومكانية مستخدمه التقنيات الحديثة لمعالجة الكم الهائل من البيانات التي يتم استخراجها بازدياد عدد أجهزة الحساسات الجيومكانية. هذا الأنظمة ستكون مهمةً لإزالة الضبابية حول البيانات الضخمة (Big Data) التي ستتوفر خلال السنوات القادمة بحيث نتمكن من تحديد المعلومات الصحيحة مباشرة ، دون تأخير عن الوقت الذي يستدعي الحصول عليها، والوصول إلى اتخاذ القرار الصحيح المستند على هذه المعلومات.
وبما أن حجم البيانات المنتجة يعد ضخماً جداً والحاجة إلى الاستفادة منها ستكون حتمية، فسيعمل المركز على توفير إمكانيات ربط المعلومات على شبكة الإنترنت حيث سيكون توزيع البيانات كبيانات مترابطة (بيانات انترنت الأشياء) خلال السنوات الثلاث القادمة أمراً لازماً. ومع توفر البيانات المترابطة (بيانات انترنت الأشياء) ستتاح الفرصة لربط البيانات مع أجزاء أخرى من البيانات على شبكة الإنترنت وعرضها كإضافة قيمة للمعلومات الموجودة حالياً.
كما سيعمل المركز على الاستفادة من تقنيات (Semantic Technologies) في نشر وفهم البيانات وإيجاد وصف آلي قابل لمعالجة البيانات مما سيتيح المشاركة في المعرفة وإعادة الاستخدام وستظهر قيمة البيانات الحقيقية عند ربطها بمصادر البيانات الأخرى المتوفرة لدى الشركاء وستكون منصة المركز إطارا داعماً ومهماً لشبكة الإنترنت التي تربط البيانات من مصادر قواعد بيانات جيومكانية عديدة معاً.
وكنتيجة للظروف الطارئة التي يعيشها العالم الآن جراء فايروس كورونا من المتوقع أن نرى تزايداً في الحاجة للمعلومات الجيومكانية البيئية لمراقبة وتطوير النظام البيئي خلال السنوات القادمة وسيشكل استخدام المعلومات المكانية البيئية الدقيقة بهذه الطريقة فرصاً كبيرة لتطوير البنى التحتية اللازمة لجمع وادارة وتحليل المعلومات وفي نفس الوقت سيجلب تحديات تقنية وإدارية في مجال نظم البيانات الجيومكانية.
للوفاء بمتطلبات توفير البيانات والمعلومات الجيومكانية في الوقت المناسب وحسب المعايير التي تناسب أجهزة ونظم الشركاء سيعمل المركز على التحول من البيانات الجيومكانية ذات البعدين (2D) إلى بيانات جيومكانية ثلاثية الأبعاد (3D) إلى بيانات جيومكانية رباعية الأبعاد (4D) وصولاً إلى بناء توأم دبي الرقمي (Dubai Digital Twin). سيكون التكامل في البيانات ثلاثية الأبعاد الخارجية وبيانات الأنظمة الإدارية الداخلية وبيانات خطوط الخدمات تحت الأرض لخلق نماذج متكاملة، ومن ثم تطور التقنيات ونماذج البيانات لاستغلال هذه الإمكانية، هدفاً استراتيجياً لمركز نظم المعلومات الجغرافية.
أيضا من المحتمل أن تصبح أرشفة البيانات والمعلومات الجيومكانية المباشرة (Real-time Geospatial Data) تقنية متزايدة الأهمية في إدارة البيانات خلال السنوات القادمة لذلك سيعمل المركز على تطوير الإمكانيات والموارد اللازمة.
تتطلب إدارة وتحديث وتوفير الخدمات، المشار إليها أعلاه، خلال السنوات القادمة استخدام "السحابة الإلكترونية"، سواء تمت استضافتها في المركز أو في مكان آخر، حيث أنها ستوفر سبلاً لاستضافة وخدمة حجم هائل من البيانات لكل الشركاء دون الحاجة للتكاليف الاستثمارية المصاحبة المطلوبة لامتلاك أي من هؤلاء الشركاء التقنيات المطلوبة لإنجازها بشكل مستقل.
والاعتماد على السحابة الالكترونية يتطلب توفر البنية التحتية والمنصات والبرمجيات والكوادر البشرية للعمل في مجال إدارة البيانات الجيومكانية وتطوير التطبيقات والحلول بحيث نتمكن من تلبية متطلبات المستخدمين بشكل أفضل. فغالباً ما يرغب المستخدمون في استلام المعلومات المناسبة في الوقت المناسب. ولتحقيق ذلك وعلى ضوء التزايد في حجم البيانات المتوفرة؛ سيعمل المركز على توفير امكانيات استخراج نتائج دقيقة آلياً ترسل بشكل مباشر للمستخدمين النهائيين حسب المعايير التي تناسب الأجهزة والنظم لديهم.
اقرأ المواضيع ذات الصلة
تعمق واستكشف في عالم نظم المعلومات الجغرافية. اقرأ أحدث المقالات